هذه الموسيقى ألفتها لأني شهدتُ على إحتلال مدينتي #حلب , وشهدت على خرابها .. وأعرف من دمّرها ومن شرّد أهلها .. أنا لاجئ في بلد من بلاد أوروبا بسبب تلك الحرب اللعينة التي اقتلعت قلوباً لطالما كنت أظنّ أن بها خيرا , أنا شاهد على تدمير أحلام الأطفال .. شاهد على بشاعة المنظر الذي رأيته عند مغادرتي حلب .. تلك الأبنية المهدّمة .. ذلك الحائط المهدوم من البيت المهجور الذي كتبوا عليه : (سنعود يوماً). نعم أنا شاهد على كل هذا br br أنا شاهد على من إستجلب قوى العالم لحفظ كرسيّه العفن , شاهد على طغيانه وجبروته .. أكتب وأؤلف موسيقتي لكي لا أرى يوماً أن الإعلام أوالناس يغيّران الوقائع التي حدثت , ويزوّران التأريخ الذي عشته .. فأنا أغار على دماء رفاقي في حلب , أغار على الأحجار التي هدمها الطيران .. أغار على أرواح المئات من العشّاف الذين لم يتزوجوا بسبب طائرة حقيرة ألقت ما ألقت فوقهم ليفرقهم . br br شاهد على من كتب على جدار منزله عندما أخرجوه منه (راجعين يا هوى), وشاهد على من أخذ آخر صورة له هو وحبيبته بجانب ركام منزله .. لأجل هذا أكتب وألحّن الموسيقى .. فالموسيقى أحياناً تنطق بما لا يستطيع الإنسان نطقه . br br تلحين وتأليف موسيقي : يامن التناري. br تصوير : مركز حلب الإعلامي .. تصوير جوي لمدينة حلب المدمرة .