مقتطفات من حوار عدنان أوكتار المباشر على قناة A9TV المُذاع في 12 يناير كانون الثاني 2016br br  br br عدنان أوكتار: لطالما اعتبر الحب رفاهية دنيوية، فعلى مر القرون، ثبت الشيطان هذا المفهوم لدى الناس، مما جعل الناس الآن ينظرون إلى الحب على أنه عاطفة بعيدة المنال، على الرغم من كون الحب ضرورة أساسية شأنه شأن تناول الطعام يوميًا، فالناس يتناولون طعام الإفطار كل يوم، وعاطفة الحب مثل ذلك تمامًا، إذ تعتبر احتياجًا يوميًا للإنسان، بينما يحاول كثير من الناس جعل الحب عاطفة بعيدة المنال، وعلى الرغم من تشابك حياتنا مع الحب، فالحب يأتينا على الفور إذا كنا على استعداد حقيقي له، إنه يقف أمام أبواب قلبك، منتظرًا أن تدعوه للدخول، وبمجرد دخوله، تجده يملأ جميع أركان كيانك، لقد خلق الله الحب على هذه الشاكلة، ولكن الناس يتركونه خلف الباب، ولا يسمحون له بالدخول، وفي المقابل، يسمح الناس للنذالة والعدوانية والانتقام وعدم الاكتراث والدونية والقسوة والبذاءة والوقاحة والفظاظة أن تغمرهم غمرًا، وينأون بأنفسهم عن الحب. إنك إذا سمحت للحب بالدخول إلى حياتك، سوف يأتيك مسرعًا، فالحب سهل وبسيط، وهو يتمكن من القلب والعقل بمجرد أن يأتيك، بالإضافة إلى أن الحب يحب الناس لأنه يحب الله. عندما يسيطر الحب على العقل، فإنه يعمل على إعادة تنشيطه، وعندما يتمكن من القلب، يحييه من جديد، كما يساهم الحب في توسيع آفاق الإنسان، فعندما يسيطر الحب على العين، تصبح العين جميلة، ومن ثم ترى كل شيء جميل، وعندما يسيطر الحب على اللسان، يتكلم بالكلام الموزون، وعندما يتمكن الحب من الأحبال الصوتية، يجعل الصوت أكثر جمالًا، وعندما يحيط الحب بالجلد، يجعله يبدو أكثر جمالًا، بعبارة أخرى، يصبح كل ما في الإنسان أكثر جمالًا. وعلى الجهة الأخرى، عندما يسيطر الحقد والكراهية والغضب والسخط والجفاء والغرور والأنانية، تظلم العين ويسوء اللسان، ما يجعل الإنسان غير قادر على الكلام. إذا انتبهت إلى هؤلاء الأشخاص الذين يرفضون الحب، سوف تُدرك أن ألسنتهم قد عُقدت، بالكاد يستطيعون الكلام، ومن ثم يفقدون القدرة على الكلام الجميل، ولأنهم لا يستطيعون رؤية الحب، تصبح أعينهم ذابلة، تعاني من الجفاء والنظرات التائهة، لأن نور الحب لا يصل أبدًا إلى هذا النوع من الأعين. تشعر القلوب أيضًا بالضيق، فهذه القلوب خلقت من أجل الحب، لذا تعاني باستمرار من الضيق والأسى، إنه ألم حقيقي، ولكن بمجرد تمكن الحب من هذه القلوب، تنبعث فيها الحياة من جديد، على سبيل المثال، عندما يسيطر الحب على الجسم، تجد هذا الجسم قد ازدهر من جديد، ومن ثم يشعر الإنسان بخفة وحيوية، بينما الجسم الخالي من الحب، يشعر وكأن وزنه 100 كيلوجرام، وإن كان وزنه 50 كيلوجرامًا، ويشعر كأن قوانين الجاذبية قد تغيرت معه فحسب، ويخالجه شعور حاد بعدم الراحة. عندما يتخلل الحبُ الشعر، يبدأ في التألق واللمعان، وعندما تكتسي البشرة بالحب، تكتسب نضارةً وشبابًا، وعندما يرتبط الحب بالذاكرة، تصبح الذاكرة أكثر توقدًا، وعندما يتصل الحب ببلاغة الحديث، تخرج فصاحة استثنائية، وبيان جمالي عميق.