ثالث رئيس منتخب لتونس.. لماذا سار قطار الديمقراطية وتوقف في بلدان أخرى؟

ثالث رئيس منتخب لتونس.. لماذا سار قطار الديمقراطية وتوقف في بلدان أخرى؟

br في خمسينياتِ القرن الماضي .. تطلّعَ بورقيبة في تونس المستقلّة حديثا .. فرآها تغرقُ بالتوأمين: الجهلُ والفقر.. فأمَرَ التونسيينَ بأمرين: التعليم والعمل.. كانَ الحاكمَ الثاني في الشرق الذي جعلَ التعليمَ مرسوماً.. سبقه محمد علي، الألباني، الذي أرسلَ رعاياه المصريين إلى أوروبا، يتعلّمونَ الزراعة َوالصناعة. br هؤلاء هم القادة ُالذين ميّزوا وفرّقوا بين الاستعمار ِوالعِلم.. بين الحريةِ مع الجهل والخراب، والتحرّر بالنهضة والعمران و النور.br لا الناصرية ُ أهدتِ المصريين ما أهدته البورقيبية لتونس.. ولا الأسدية ُ فعلت للسوريين .. وإذا كنا في سوريا عنوانا للمأساة .. فإنّ ليبيا أرضٌ سائبة ٌللفوضى .. واليمن يتأرجحُ محاولا عدمَ السقوطِ النهائي .. والعراق الذي كان خصبا بين الرافدين أصبح َحطباً بين نارين.. br في كل أوطان ِالربيع العربي .. تلوحُ تونس وحيدة .. تضيءُ طريقَها لوحدِها ..تعبرُ بجدارة ٍإلى ضفة الديمقراطية .. تقول لنا إن التداولَ السلمي للسلطة ممكنٌ في المنطقة العربية .. وسهلٌ جدا ..لا تبعات له كتلك التي في سوريا .. رئيسٌ جديد بدون ِدمٍ أو إبادةٍ .. أو هدمٍ للمدن فوقَ رؤوس ِساكنيها ..br نحن العربَ والسوريين تحديدا مدينون لتونس .. التي تمنحنا الأملَ من جديد .. بأنه يُمكنُ أن نحلُمَ ونحققَ أحلامَنا دون أن تتحولَ هذه الأحلامُ لكوابيسَ تأكلُ الأخضرَ واليابس .. فتونس تعيدُ عبقَ الربيع ِالعربي .. تلفظ مخلفاتِ الأنظمةِ البائدة .. تثبت لنا أنه يمكن أنْ ننجحَ في بناء حكم ٍ رشيد كغيرِنا من الشعوب .. فتنتصرُ على الأنظمة العربية القمعية .. و تختارُ أستاذا جامعيا .. أستاذ ٌ فازَ منذ اللحظةِ الأولى التي أقنعَ التونسيين فيها بأنه موظفٌ برتبة رئيس .. خاضعٌ للمحاسبة والاستبدال ..br من سوريا الجريحة نحسدُ نحن السوريين تونس وشعبَها ونباركُ لهم .. لا على الرئيس ِالجديد بقدر ما نحسدُهم على حرية اختيار ِالرئيس .. متمنّينَ لهم مستقبلا بلون ِ مُروجِهم .. أخضر .. و مرددين معهم قولَ شاعرِهم الأكبر .. أبو القاسم الشابي : إذا الشعبُ يوما أرادَ الحياة .. فلابدَّ أن يستجيبَ القدر .. ولابدَّ للقيد أن ينكسر ..


User: Orient TV

Views: 7.5K

Uploaded: 2019-10-15

Duration: 45:40

Your Page Title