تميم البرغوثي : شاعِر

تميم البرغوثي : شاعِر

تميم البرغوثي : شاعِرbr br رأيت الفتى ذات صبح br على مهرة في سماء نديةْbr يقول، لقد كنت أكتب شعراً كسحبة نايbr أمام الجيوش، وكنت أهدهد نفسي الحمامة بين يديَّbr لكي لا تصاب بلون الدخان،br وكنت أخاطب روح العدو، التي في أغاني سليمانbr حتى أنظف ريش الغراب، عسى أن تراوده رغبة في البياض، br وكنت أفصل وجه الضحية في حلمي br ثم أرفعه علماً وأربي الهوية br وقد كنت أكتب أسماءكم فوق سنبلة تاجها في الغيومbr و في كف فلاحة تفرك القمح والهال أولها br وهي تترك لوناً ورائحة تشبهان السلامbr وكنت أرى شبهاً بيننا، بين من مات منا ومن مات منهم قديماًbr أذكر، بالبشرية فيهم، وإلا بما يشبه البشريةbr أقول لهم، إن أسفاركم لن تكون كشِعريَ في حب هذي البلادِbr سأكتب للشعبِ، شعبي الكتابَ المقدسَ خاصتَه،br سوف أهديه ملحمة في ثلاثين جزءاً br أتيت أنافس، رب الجنود، ونافسته، واستقام الكلامْbr أغني على مهل، وعلى أملٍ br أن يرانا المصور في النشرة الأبدية، br عسى أن يقول المراسلbr إن هنا بشراً، لا أساطير، br إن هناbr ولداً طيب النفس يعرف كيف يربي الحمامbr br أقول رأيت القتيل، يقول كفىbr فغراب الأعادي من الفحمbr لن يتغير،br والنصر يغنيك عن شرح أسبابهbr br لقد كنت سمح المحيا، ورحباً، وأحتمل الظلم حتى أبينه كالمسيحbr ولكنهم حملوا القلب أكثر مما تطيق القلوبbr ومرت على رأس عيسى الحروبbr br فلا تتركوهم، خذوا الدَّين، أقصد، شعري الجميلَ استعيدوه منهمbr وأقصد بالشِّعرِ، مِشيةَ شعبي إلى الصلبِ مشي النبي الوديع الضحيةbr أقول استعيدوا قليلاً من العنف،br بعضَ الوضوح،br فثمة متسع للكناية بعد انحسار المذابح،br يا ولدي، ليس هذا حواراً مع الآخر الأزلي، br ولا هو بالجدل الفلسفيbr هو الموت، في الشمس، لا لبس فيهِbr هي الحرب، حاور بما تقتضيهِbr ولا تنتظر يوم يقرأ خصمك شعرك، br لن يقرأوهbr ولا تلبس اليوم ثوب التقيةْbr وخل السلاح، وإن كان حفنة رمل رميت بها رتلهم، br ليعلم أعداءك اللغة العربيةْbr


User: روائع الأدب العربي

Views: 2

Uploaded: 2020-06-30

Duration: 02:32

Your Page Title